lundi 6 juin 2016




مراتب الحجاج في تفسير الرازي


                                                                              د. أحــــــمد قـادم
تقديم  :
       تحاول هذه المداخلة أن ترصد مراتب الحجاج في تفسير الرازي من خلال الوقوف على ما رشـــح به التفسير الكبير من إضاءات بلاغية توزعت على كثير من أجزاء مفاتيح الغيب، انطلاقا من تفسيره لقوله تعالى:»ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن« [1]
      ولكي أضع المتلقي في سياق البحث، أشير إلى أن منهج الرازي في تفسير القرآن جمع بين المنطق و البحث في الكليات و القوانين. ولذلك تعامل مع الآيات و النصوص القرآنية تعاملا سياقيا لا يَغْـفُـل عن السياق العام بكل تجلياته  المقالية والمقامية والتناسبية.
          وكان لهذه الطريقة في التعامل مع النصوص دور بارز في استحضار الآية الواحدة في سياقات متعددة، وملاءمتها مع الأنساق الطارئة تبعا لمناسبتها للمقصد الحجاجي أو التأويلي الذي يحكم تفسيره للقرآن الكريم.

الإقناع بين الشعر والخطابة
في التراث النقدي والبلاغي

د أحمد قادم                              
كلية اللغة العربية _مراكش
          
تصدير:    
         الشعر والخطابة قسمان من أقسام المنطق حسب التصنيف الذي أجراه الفلاسفة المسلمون أثناء شرحهم للموروث الأرسطي. فقد وجدوا لأرسطو كتابا في الشعر وآخر في الخطابة، فأدرجوا الشعر في الرتبة الخامسة من المنطق. وحجتهم في ذلك انه يقوم بأدوار الخطابة في الإقناع وله قدرة على التأثير في سلوك المتلقين وحملهم على الإذعان لمقتضيات القول.
        لكن هذا المنحى الإقناعي لا يلغي المقصد الإمتاعي والجمالي للشعر في التصور النقدي العربي عموما. وقد تنبه الدارسون إلى ضرورة الحفاظ على الخصائص الفنية لكل جنس من الأجناس الأدبية، حتى لا يستحيل بعضها إلى بعض وتنمحي الفروق بينها.
       وتحاول هذه المداخلة أن تقف على حدود المراوحة بين المعاني الشعرية والمعاني الخطابية في كل من الشعر والخطابة، ورصد درجة التداخل المسموح بها. خاصة وأن هذا الموضوع أثار إشكالات متعددة لدى القدماء على الخصوص وحكموا على النصوص الأدبية من منظور يراعي الغاية من الرسائل الموجهة للمتلقي سواء عن طريق الشعر بوصفه إبداعا قادرا على تغيير سلوك الأفراد، أو عن طريق الخطابة التي كان لها دور حاسم في استمالة الحشود وإقناعها بفحوى القول استنادا إلى الحجج والعواطف والأسلوب.